Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/customer/www/alsharq-news.com/public_html/wp-content/plugins/ifgq.php/ifgq.php:76) in /home/customer/www/alsharq-news.com/public_html/wp-content/plugins/tebz.php/tebz.php on line 75
نحو تجربة تسوق أكثر متعة - الشرق الإخباري

Type to search

نحو تجربة تسوق أكثر متعة

الخليج العربي رئيسي

نحو تجربة تسوق أكثر متعة

Share

تعيد وسائل التواصل الاجتماعي اليوم تشكيل الطريقة التي نتسوق بها، وربما نستطيع أن نقول بأن هذا الأمر يتجلى بشكل واضح في دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط بشكل أكبر من غيرها.

، حيث أصبح ازدهار التجارة في هذه المجتمعات محركًا أساسيا لصناعة التجزئة التي بتنا نلحظ تطورها السريع في الفترة الأخيرة، وبشكل عام فإن هذا التحول يستحق المزيد من الاهتمام سواء من تجار المنطقة أو حتى العلامات التجارية التي ظلت لسنوات طويلة تكرس اهتمامها وتركيزها على أسواق أكثر نضجًا.

ومما يعزز من أهمية هذا التوجه أن التوقعات تشير إلى أنه من المخطط أن يصل حجم سوق هذه التجارة الاجتماعية “social commerce” – إن صح التعبير- إلى 3.4 تريليون دولار أمريكي، وهذا الرقم مدفوع إلى حد كبير بقطاعات التجارة الإلكترونية المزدهرة في شرق آسيا، ولا سيما الصين وكوريا واليابان.

وبينما لا يزال القطاع في منطقة الشرق الأوسط في مهده نسبيًا، فإن جائحة كوفيد -19 تسرع من نجاح هذا التوجه حيث لم يتمكن العديد من المتسوقين من زيارة أماكن البيع بالتجزئة على أرض الواقع بسبب إجراءات الصحة العامة المطبقة – وبالتالي اتجهوا إلى التجارة الإلكترونية.

مع أخذ كل تلك الأمور بعين الاعتبار، فمن الواضح أن المنطقة لديها الموارد اللازمة لتحقيق الازدهار الصناعي في السنوات القادمة، في الواقع لقد قامت شركة Kearney الاستشارية بمراجعة توقعاتها المستقبلية لسوق التجارة الإلكترونية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي لتتراوح بين 21 مليار دولار أمريكي في عام 2020 إلى 24 مليار دولار أمريكي، وبحلول عام 2025، تقدر الشركة الاستشارية أن السوق في المنطقة سيتضاعف إلى 50 مليار دولار أمريكي سنويًا، ولعلنا نستطيع أن نقوم بتعريف التجارة الاجتماعية (Social commerce) على أنها استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي لترويج وبيع المنتجات والخدمات، ويؤدي هذا إلى تغيير جذري في تجربة التسوق عبر الإنترنت online shopping experience وتحويل وجه التجارة الإلكترونية.

أصبحنا نستخدم اليوم منافذ البيع بالتجزئة التي تضع التواصل مع الجمهور في مقدمة اهتماماتها من خلال أدوات مثل البث المباشر بحيث تخلق أجواء من المتعة، لكن بالرغم من ذلك إلا أن هذه التجربة لازالت بحاجة لكثير من الجهد، حيث أصبحت العديد من العلامات التجارية الكبرى تعرض أيضًا منتجاتها بهذه الطريقة وتقدم مكافآت ووسائل جذب للعملاء بهدف تحفيزهم على إتمام المزيد من عمليات الشراء، على سبيل المثال، يتيح برنامج اللياقة البدنية NikeFuel من Nike للمستخدمين متابعة مستوى الأداء بطريقة جاذبة من خلال تصميم برامج تحدي رياضية تفاعلية بين الأهل والأصدقاء، تشمل المكافآت التعرف بشكل مسبق على المنتجات والفعاليات وتسهيل عمليات التسوق والتدريبات المخصصة وغيرها من الامتيازات.

في الشرق الأوسط بشكل خاص فإن 28٪ من السكان تتراوح أعمارهم بين 14 و29 عامًا، ويبلغ عمر وسائل الإعلام في المنطقة 22 عامًا – وهو أقل من المعدل العالمي لتواجد وسائل الإعلام العالمية والمقدر بحدود 28 عامًا، وهذا مؤشر واضح على استخدام وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة حيث تمثل فئة الشباب والمراهقين أعلى نسبة بغض النظر عن التوزيع الجغرافي لهم.

في المملكة العربية السعودية على سبيل المثال – تم مؤخرًا توقيع مذكرة تفاهم مع أمازون السعودية لخلق بيئة أعمال ديناميكية تدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وسيشمل ذلك تطوير المهارات والتكنولوجيا والبنية التحتية، ودعم المعرفة والثقة في التسوق عبر الإنترنت والمدفوعات الإلكترونية، والعمل مع كيانات القطاع العام ذات الصلة لإنتاج برامج الدعم والحوافز من أجل تسريع نمو الاستثمارات في الخدمات الرقمية والتجارة الإلكترونية.

مشعل بن عميرة الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة العثيم للاستثمار، هو مثال لقائد الصناعة الملتزم بإعادة تشكيل قطاع البيع بالتجزئة في دول مجلس التعاون الخليجي ككل فرغم تواجد شركته في المملكة العربية السعودية إلا أنه مهتم بتقديم حلول مبتكرة للبيع بالتجزئة تناسب جميع فئات السكان بما يتماشى مع رؤية 2030 ويقول: “بصفتها أكبر مشغل للمراكز التجارية في البلاد، تسعى شركة العثيم للاستثمار إلى تنفيذ مشاريع تعمل على تحسين الجودة من حياة الشباب، ومشاركتهم في تجارة التجزئة، ونحن مصممون على تطوير عروض التجارة الإلكترونية لعملائنا “.

من المؤكد أن الدمج بين التجارة الإلكترونية وأفرع المتاجر سيساعد على ضمان نجاح صناعة البيع بالتجزئة، ويمكن لمساحات البيع بالتجزئة المادية الاستفادة من تجربة التسوق الجديدة، وكما تشير جلف بيزنسGulf Business إلى أن المستقبل سيكون للبيع بالتجزئة متعدد القنوات والذي يتيح للعملاء التسوق الممتع.

إن تسهيل عملية الوصول لخيارات أكثر يشمل المتجر الفعلي وتطبيق الهاتف المحمول مما يعزز من تجربة العميل، وعلى سبيل المثال عملت الشركة المؤثرة Vamp مع متجر Selfridges متعدد الأقسام في حملة تسويقية مؤثرة خلال موسم العيد، وتم نشر المحتوى الذي أُنتج أثناء المشروع كإعلانات على منصة Instagram لتعزيز التفاعل وتتبعه بشكل أفضل، وكما تشير النتائج فإن منشور مؤثر واحد كان مسؤولاً عن توجيه 141 عميلًا إلى منصة التجارة الإلكترونية الخاصة بهم، والتي ساهمت بحوالي 30 ألف دولار أمريكي في المبيعات، وكل هذا يعكس الفرصة التي يجب على التجارة الاجتماعية أن تعمل عليها لتسد الفجوة بين الإلهام والشراء.

يعد التسوق في دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط قطاعًا حيويًا، وبفضل البنية التحتية الرقمية القوية والنشاط الشبابي الأعلى على وسائل التواصل الاجتماعي في العالم، أصبحت المنطقة مهيأة لتطوير التسوق الاجتماعي، وعليه فإنه يجب أن يتبنى قطاع البيع بالتجزئة منصات التجارة الإلكترونية عن طريق دمج طرق تتيح قنوات تسوق متنوعة لضمان بقاء المتاجر التقليدية، فضلاً عن توفير تجربة تسوق مميزة للعملاء، سيساعد ذلك في ضمان بقائها في الطليعة وتعزيز مكانتها كواحدة من أنجح القطاعات في المنطقة.

كتبه: مشعل بن عميره

 

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *