أعلن قادة الإنقلاب في غينيا الاستيلاء على السلطة واعتقال الرئيس ألفا كوندي فرض حظر تجول في كل أنحاء البلاد “حتى إشعار آخر” واستبدال حكام المناطق بعسكريين.
وأعلن زعيم انقلاب غينيا، قائد القوات الخاصة، مامادي دومبويا، في بيان بثه التلفزيون الوطني منع جميع وزراء الحكومة ومسؤوليها من مغادرة البلاد.
وفي وقت سابق الأحد أكدت وزارة الدفاع أنها صدت هجوم القوات الخاصة على الرئاسة رغم بث فيديو يظهر الرئيس كوندي بين أيدي الانقلابيين.
وبعد أن ندد ب”سوء الإدارة” كرر هذا النداء على التلفزيون الوطني بعد الساعة 14,00 ت غ قاطعا البرامج الاعتيادية.
وبثّ الانقلابيون فيديو للرئيس كوندي مقبوضا عليه فيما رفض الفا كوندي وهو جالس على كنبة ويرتدي بنطال جينز وقميصا، الإجابة حين سئل إن كان قد تعرّض لسوء معاملة.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع في بيان إنّ “المتمردين (أثاروا) الرعب” في كوناكري قبل السيطرة على القصر الرئاسي، غير أنّ “الحرس الرئاسي مسنوداً بقوات الدفاع والأمن، و(القوات) الموالية والجمهورية، احتووا التهديد وصدوا مجموعة المعتدين”.
وقال شهود من رويترز وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، إن شخصين على الأقل أصيبا بالتزامن مع سماع دوي إطلاق نار كثيف بالقرب من القصر الرئاسي في كوناكري عاصمة غينيا صباح يوم الأحد، بينما جابت شوارع المدينة أرتال من العربات المدرعة وشاحنات تحمل جنودا.
وذكر مسؤول حكومي كبير أن الرئيس ألفا كوندي لم يصب بأذى لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى.
وقال مصدر عسكري إن إطلاق النار شارك فيه أفراد غاضبون من القوات الخاصة، وهي وحدة للنخبة في الجيش، دون أن يذكر أسبابا لهذا الغضب.
وقال مصدر عسكري آخر إنه تم إغلاق الجسر الوحيد الذي يربط البر الرئيسي بحي كالوم، الذي يضم معظم الوزارات والقصر الرئاسي وتمركز العديد من الجنود بعضهم مدجج بالسلاح حول القصر.
قمع الاحتجاج
منذ أشهر، تشهد هذه الدولة الواقعة في غرب أفريقيا وتعد بين الأفقر في العالم رغم مواردها المنجمية والمائية الكبرى، أزمة سياسية واقتصادية عميقة تفاقمت من جراء كوفيد-19.
تسبب ترشح كوندي لولاية ثالثة عام 2020 بتوتر استمر لأشهر وخلف عشرات القتلى في بلد معتاد على المواجهات السياسية الدامية. وتم اعتقال عشرات المعارضين قبل وبعد الانتخابات.
بدأ كوندي (83 عاما) ولايته الثالثة في كانون الأول/ديسمبر 2020 رغم طعون من منافسه الرئيسي سيلو دالين ديالو وثلاثة مرشحين آخرين نددوا “بحشو صناديق” وتجاوزات من كل الأنواع.
أصبح كوندي وهو معارض سابق تاريخيا، عام 2010 أول رئيس ينتخب ديموقراطيا في غينيا بعد عقود من أنظمة سلطوية.
ويندد مدافعون عن حقوق الإنسان بنزعة سلطوية سجلت خلال رئاسته على مر السنوات والتي أدت الى التشكيك في المكتسبات التي تحققت في بداية عهده.
دفع كوندي في اتجاه اعتماد دستور جديد في آذار/مارس 2020، رغم الاحتجاجات، قال إنه “يحدث المؤسسات ويعطي” مكانة أكبر للنساء والشباب.
ونددت المعارضة آنذاك ب”انقلاب” دستوري. وتم قمع حركة الاحتجاج بالقوة عدة مرات.