Type to search

الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وتأثيره على السياسة الخارجية

رئيسي شؤون دولية

الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وتأثيره على السياسة الخارجية

Share

تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية لانتقادات دولية حادة، عقب الانسحاب المفاجئ من أفغانستان وسيطرة طالبان السريعة على العاصمة كابول دون أي مقاومة من قوات الحكومة الأفغانية ، وما أعقبها من مشاهد فوضى في مطار كابول، الامر الذي يطرح تساؤول حول مدى تأثير هذا الانسحاب على السياسة الخارجية الأمريكية؟.

واعتبر خصوم الولايات المتحدة انسحابها من أفغانستان خسارة عسكرية لها، وشبهوها بخسارتها في فيتنام، ما يدفع للتساؤل عن تأثير هذا الانسحاب “المخزي” وفق معادي واشنطن عليها عسكريا، أيضا تأثيره على ثقة حلفائها بها، حيث أصبح لديهم مخاوف من أن تتركهم كما فعلت مع حكومة كابل، لا بل أن تتفاوض مع خصومهم، كما تفاوضت مع طالبان خصم وعدو حليفها حكومة كابل وتتركه وحيدا.

رجح ريتشارد ويتز، زميل أول ومدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد هدسون، بأن “تأثير الانسحاب الأمريكي والفوضى التي عمته ضئيل، خاصة أن الجيش الأمريكي كان يقلص بالفعل من وجوده في الشرق الأوسط وأفغانستان، ما يعني أنهم ربما لن يغيروا هذه السياسة”.

وحول إمكانية شن أمريكا حرب مستقبلية على الرغم مما حدث في أفغانستان، قال ويتز: “نعم من الممكن أن تشن واشنطن حرب مستقبلية، خاصة إذا كانت الرهانات تستدعي ذلك مثل (غزو إيراني للسعودية)”.

من جهتها، قالت المختصة في الشؤون الأمريكية عبير كايد: “لا يوجد في قاموس السياسية الأمريكية “لن تشن حروبا أخرى”، فهي بأمس الحاجة لاختلاق صراعات اقليمية لتغذية 60 في المائة من اقتصادها”.

وأشارت إلى أن “هذا الدخل الاقتصادي من الحروب يعود لشركات الأسلحة التي تشغل عشرات الآلاف من الأمريكيين وتخلق فرص عمل لطبقة هامة من صناع التكنولوجيا الأميركية في عدة مجالات، بالتالي هي سلاح ذو حدين”.

وأكدت على أن “الجيش الأميركي يتموضع في العالم ولن ينسحب من المشرق العربي، بل قريبا سنسمع بعمليات تشنها القاعدة وداعش في العراق والشام وبعدها ستقود القوات الاميركية بعمليات عسكرية لمحاربة الإرهاب، بمعنى سيعيدون التاريخ ولن تنتهي الحروب والقادم استهداف اليمن لتسليمها لداعش”.

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية مارك كاتز: “مثلما حدث بعد سقوط جنوب فيتنام وكمبوديا ولاوس عام 1975، قد تمر سنوات عديدة قبل أن تتدخل الولايات المتحدة في أي مكان آخر، ما لم تنشأ ظروف تجبرها على ذلك وهذا ما لا يمكن توقعه”.

وحول مخاوف حلفاء واشنطن من أن تفعل بهم مثلما فعلت مع حكومة كابل وتتركهم وحيدين، أشار إلى أن “الولايات المتحدة تنخرط الآن في جهد لإقناع حلفائها الآخرين بأن ما حدث في أفغانستان لن يحدث معهم، وظهر ذلك جليا في زيارة نائب الرئيس كامالا هاريس إلى سنغافورة وفيتنام”.

ولفت إلى أنه “حدث شيء مشابه جدًا بعد سقوط جنوب فيتنام وكمبوديا ولاوس في عام 1975″، مضيفا: “من الواضح أن حلفاء أمريكا قلقون جدًا من احتمال التخلي عنهم أيضًا، لكن معظمهم ليس لديه خيار آخر سوى الاعتماد على واشنطن، لأن أي حليف خارجي غيرها إما أن يكون أقل استساغة “قبولا” أو أقل قدرة أو كليهما”.

الأوسمة :

قد يعجبك أيضا

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *